6‏/11‏/2008

التطواني: الغرباوي وعدني بـ 'ملهمتي' وسجلها بصوته فأبدع


إثر الوعكة الصحية الحرجة, التي ألمت به, وجعلته يدخل من حين لآخر في غيبوبة.ويرى مقربون من الفنان, أن الغرباوي, كابد المرض لفترات طويلة, لكن العناية الربانية كانت إلى جانبه, موضحين أنه استطاع أن يقاوم كل الأزمات الصحية التي مر بها, من خلال الإبداع المتواصل, والتأكيد على الحضور المستمر بجديد الأعمال والألحان.يتذكر الفنان عبد الواحد التطواني, بعض المواقف التي جمعته بصديقه أحمد الغرباوي, منذ التحاقه للاشتغال معه ضمن الفرقة الموسيقية, التي أسسها رفقة أحمد بنموسى سنة 1961, إذ كانوا يعملون في القاعات السينمائية, ساعة قبل عرض الفيلم, كما كانوا يحيون الحفلات والأعراس.يعترف التطواني, أن "سي أحمد" مثال للصديق والفنان المرهف, رغم تقلب مزاجه, إذ يتذكر هنا ما وقع معه بخصوص أغنية "إنها ملهمتي", التي كان أعدها الفنان أحمد الغرباوي خصيصا للتطواني, لكن هذا الأخير سيفاجأ بالغرباوي وقد سجلها بصوته, ما خلق جفاء بينهما, سرعان ما زال, لأن صداقتهما كانت أكبر من كل شيء.وقال التطواني : الغرباوي وعدني بـ "ملهمتي" وسجلها بصوته فأبدع.لأغنية "ملهمتي", مكانة خاصة في نفس "سي أحمد", الذي حقق معها انتشارا واسعا في وقت كانت المنافسة جد قوية بين الكلمة الجادة واللحن المتقن, إذ تزامنت مع أغنية "القمر الأحمر", وتقاضى عنها آنذاك 300 درهم عن الأداء, والمبلغ نفسه عن اللحن.يقول التطواني: "علاقتي بالفنان أحمد الغرباوي, علاقة صداقة وأخوة متينة لم يعكر صفوها شيء إلى يومنا هذا, كنا أصدقاء ولا نفترق أبدا في السراء والضراء, وفيما أتذكره أنه في إحدى أيام صيف 1961, كنا نستحم بشاطئ الرباط, مع الصديق فتاح الوالي, عازف القانون المعروف, فطلب منا أحمد الغرباوي أن نقطع وادي أبي رقراق سباحة, لأن هناك موعدا له مع صديقة يهودية تسمى "مادلين", قطعنا سباحة من جهة "بركامة", وكان البحر في حالة جزر, إلى أن وصلنا الضفة الأخرى, مكثنا ننتظر عودة الغرباوي, الذي لم تطل غيبته طويلا, ليخبرنا أنه لم يجد صديقته, فقررنا العودة سباحة إلى "بركامة", ووصلنا بسلام, فإذا به يطلب منا الرجوع مرة أخرى إلى شاطئ سلا, اعتقادا منه أنها قد تكون حضرت إلى الموعد, عاودنا المغامرة من جديد, ونحن نسبح ضد التيار, إلى أن وصلنا الهدف, لكن للأسف,الصديقة لم تأت, فما كان علينا سوى الرجوع إلى نقطة انطلاقنا. عاودنا المغامرة سباحة, أربع مرات, ولم تأت الصديقة, لكن الذي حصل هو أنه وقع لي تشنج عضلي, وأصبحت يداي شبه مشلولة, فرحت أسبح "عومة البير" وأنا أنادي "فتاح .. أحمد", انتبه فتاح, وأخذ يقول "تحرك أصاحبي باركا من التفلية.." أجبته, "لقد حصل لي تشنج ولم أعد قادرا على السباحة", فعاد نحوي وهو يردد "أخاف أن نغرق معا", طمأنته وقلت له إنني سأبذل جهدي لمساعدته, وفعلا, أنقذني ووصلنا بأمان إلى "بركامة", لكن بعدما أخذ منا العياء مأخذه.وكانت الحفلات التي يحييها الملك الراحل الحسن الثاني, محكا حقيقيا للفنان أحمد الغرباوي, إذ جعلته يتعرف على فناني مصر مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم, وفريد الأطرش, وغيرهم, وبما أن الملك الراحل, كان يشجع الفن والفنانين, فإنه كان يمنح الفرصة للفنانين المغاربة لإبداء نبوغهم أما الفنانين المصريين, من خلال إعادة غناء بعض الأغاني لمحمد عبد الوهاب أو فريد الأطرش وسواهم من رواد الأغنية المصرية, وكان أن طلب الملك الراحل من الفنان أحمد الغرباوي, أن يغني لفريد الأطرش أغنية "أول همسة", ما جعل الجميع يقف على تفرد الفنان وقوته.يشار إلى أن أزيد من 400 أغنية, تشكل رصيد الفنان الذي استمر لما يزيد عن 57 سنة, من العطاء, ومايزال إلى الآن, إذ يعتبر نهرا فياضا من الإبداع, رغم الإحباطات, التي جعلته يعاتب على المسؤولين, عدم اهتمامهم بالفنان المغربي, الذي ناضل ومازال لصالح أن تنال الأغنية المغربية مكانتها, وطنيا وعربيا.

ليست هناك تعليقات: